[مولده و نشأته]] :
ولد الشهيد بمشتى (دمنت لفرس) دوار عيون لعجايز بلدية شاطودان سابقا و المسماة باسمه شلغوم العيد ، و ذلك سنة 1921 ، أبوه قاسة بن حمو و أمه سقداح مسعودة ، توفيت و هو صغير فعاش يتيم الأم ، ترعرع في الريف في دشرته التي تبعد بمسافة 09 كلم تقريبا شرق شلغوم العيد ، تعلم فيها القرآن الكريم ، حفظ خلالها 30 حزبا ، ثم إنتقل الى أخوالـه بميلـة لمواصلة تعليمه وقضى بها عدة سنوات طلبا للعلم والمعرفـة .
[[حياته ونشاطـه]] :
عندما رجع من ميلـة كان متشبعا بالروح الدينية ملتزما بالسلوك الإسلامي وفيا في أعماله ، يشارك إخواته في الأعمال الفلاحيـة وكان يسعى بكل جهده للإطلاع على أخبار جمعية علماء المسلمين ، و كان صديقات حميما لبوصوف عبد الحفيظ و شايبي لخضر، وكان يذهب من حين إلى آخر إلى مدينة قسنطينـة للحضور إلى دروس الوعض والإرشاد بالجامع الأخضر التي يلقيها الإمام عبد الحميد بن باديس ، وحفظ نشيد شعب الجزائري مسلم وكان يردده دائمـا ، كما كان يجمع الأعداد من جرائد الشهاب والبصائر ليتخذ منها مادة لتغذية العقل والروح والفكر
بداية كفاحه السياسي : بعد وفاة أبيـه سنـة 1939 حينما لحقت بفرنسا هزيمة نكراء على يد النازيــة وانحطت صمعتها تأكد لديه إستقلال وطنه ، وكان الأمل يراود جل أفراد الشعب الجزائري وخاصة بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية في سنة 1945 حينما خرج الشعب الجزائري يحتفل بإنتهاء الحرب ويأمل في الحصول على الإستقلال وكانت مظاهرات 08 ماي 1945 التي قابلتها فرنسا بالقمع والتقتيل الجماعي والمجازر الرهيبة حينها فهم كل الأحرار أن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة ، وفي هذه الأثناء تأثر الشهيد بهذه المجزرة وكان في كل مناسبة يذكر بها ويحرض الناس على جمع الشمل وتوحيد الصفوف لليوم المنتظر ويرى أن المعركة الفاصلة ضرورية وحتمية مهما طال الزمن فانظم إلى حزب الشعب الجزائري لأنه كان ينادي بالإستقلال التام .
ولما تشكلت حركة الإنتصار للحريات الديمقراطية بادر بالإنخراط فيها لما رأى في أهدافها ومبادئها ما يشفي غليلـه وتعطشه للحرية والإستقلال وخاصة بعدما رأى مهزلة الإنتخابات النجلانية في 04 أفريل 1948 والتي استعملت فيها فرنسا كل وسائل القمع وجاءت بجيش جله من السينغال وسلطت العقوبات على كل من حاول الوقوف ضد هذه الإنتخابات مما زاد الشهيد إيمانا بمبادئه وتصلبا في مواقف واتصل بالمناضل عبان رمضان الذي كان مقيما في هذه البلدية واتفقا على تقديم قائمة باسم الحزب الشيوعي ، غير أن هذه القائمة رفضها الحاكم لأنه يرى فيها منافسا للقوائم التي تؤيد نظامه الإستعماري .
[[مشاركته في ثورة التحرير الكبرى]] عندما إندلعت ثورة التحرير الكبرى في أول نوفمبر 1954 استبشر بها خيرا لأنه كان ينتظر هذه اللحظة السعيدة ويتلهفوا لها لبدأ المعركة التي طالما يحلم بها ولم ينتظر حتى يصل المد الثوري إليه ، بل راح هو يبحث عنها فركب دراجته واتجه نحو الأوراس بحثا عن الثوار للإنضمام إليـــهم
وسلك دروبا صعبة المسالك ، ولم يستطع الإتصال بهم نظرا للسرية التامة التي كانت تكتنف العمل السياسي آن ذاك ، صبر عدة أيام ثم عاد مرة ثانية وفي هذه المرة تمكن من الإتصال ببعض المسؤولين أمثال سي الطاهر بوقرن والشاوش الطيب اللذين عرفاه بالمركر عند السيد بوقفة في أولاد فاطمة وكان يحمل المناشير من جيش التحرير التي تدعو الشعب إلى التوسع بالثورة ، وفي نهاية ديسمبر شرعت فرنسا في جمع الأسلحة من المواطنين وكان أعوان الإستعمار أمثال القياد يهددون الناس بالموت لكل من يعثر في حوزته على سلاح مهما كان نوعه .
[[بداية جمعه للأسلحة والذخيرة واللباس]] :
قبل بداية العمل نظم خريطة على شكل مثلث تبدأ من جبل تكوية ( شرق شلغوم العيد إلى جبل الأوراس هذه الخريطة يحدها غربا الطريق الرابط بين شلغوم العيد وقرية أولاد اخلوف ثم عين جاسر سبت بن غزال سابقا مرورا بأولاد محمد حتى جبل مستوى .
الطريق الثاني يبدأ من جبل تيكوية مرورا بفحام ثم جبل أولاد سلام إلى عين ياقوت ثم تاحمـــامت إلى باتنـة والإتصال دائما بجبل مستوى - شلعلع – تيمزواغ ثم جبل معافى ، حيث يقيم الحاج لخضر بالقرب من عين توتة وغربا إلى مروانـة ثم جبال أولاد سلطان من الأسلحة 130 بندقية صيد مع الذخيرة أرسلها إلى الثورة وكان يذهب إلى مدينة التلاغمة يجمع اللباس من عند الجنود العائدين من الهند الصينية ( فيتنام حاليـا ) كما كان ينقل الجنود الفارين من جيش الإستعمار إلى جبل الأوراس بالإضافة إلى ذلك إستطاع أن يوحد الشعب تحت راية الثورة فاتخذ مراكز تمويل ومسؤولين بالقيام بمد الثورة بما تحتاج إليه ، كل ذلك في حدود الخريطة التي رسمها بنفسه .وكان يتصل كل شهر بقيادة الثورة ولم تبعث القيادة بأي مسؤول إلى هذه الجهة إلا بعد مؤتمر الصومام سنة 1956 ، حيث قدم أول مسؤول عسكري هو السيد : حمو بزوح فقط .
- مهمة أخرى كان يقوم بها هي القضاء : ورد في تحقيق قامت به جريدة النصر بقلم الصحفي عبد الرحيم .م في العدد رقم 10364 بتاريخ 05 جويلية 2001 جاء فيه ما يلي باختصار :
" بعد مؤتمر الصومام سنة 1956 الذي قسم المهام إلى ثلاثة أدوار : العمل السياسي والعسكري والقضائي وحسب رواية الأخوين سعيد خلفة وبلقاسم خلفة من مشتى على وهاد شطابة فإن شلغوم العيد هو قاضي الثورة الذي إستخلف بوذراع صالح وقيطوني عبد المالك بالنسبة إلى ناحية قسنطينة ، حيث يتداول المجاهدون على مهام المحكمة وفق البرنامج الذي تسطره القيادة للنظر في القضايا التي تطرح على الثورة ، وقد أمضى سنة كاملة في العمل القضائي في تلك المنطقة ويتذكر السيد : خلفة السعيد تلك المرحلة أنـه كان يسمع من كبار المشتى يقولون " الشيخ العيد ولى جوج جديد " أي قاضي وعن طريقة إلتحاق شلغوم بهذا المكان " مشتى غرناطة " يضيف السيد : خلفة السعيد قائلا : كلفت من طرف شقيقي الأكبر خلفة رمضان بأن أذهب إلى جنان بلعموشي في البوليقون وحينما اجتزت الوادي وجدت رجلا ومعه إمرأة قال لي : " لما تشوف معهم سيعرفونك فبادر الى كلمة السر وهي مد اليد نحو الرجل فيسلمك القفة " وفعلت ما أمرني به حيث وجدت الرجل والمرأة الملتحفة في إنتظار فتسلمت القفة من الرجل دون أن ينطق أحدنا بكلمة وسارت المرأة خلفي حتى وصلت الى المشتى دون أن أحاول معرفة هويـة الشخص الملتحف ذكر أم انثى كما رأيت في القفة التي أحملها سلاحا من نوع ( ماط) مغطى بمنديل فسلمتها لأخي رمضان ، وفي اليوم التالي أصبحنا نشاهد شابا وسيما طويل القامة مع المجاهدين ويلازم مزرعة براشي من ذلك عرفنا أنه القاضي ( الجوج الجديد ) بعد سنة من تواجده بالمشتة إختفى عن الأنظار وقيل لنا أنه حول الى ناحية ( شاطودان) شلغوم العيد مسقط رأسه ولم يمضي وقت طويل على علمنا أنه إستشهد " هذا هو التحقيق الذي نشرته جريدة النصر مع شيء من الإختصار ، ولنعود الى الجهة التي عاش فيها والأعمال التي قام بها .
[[الأعمـال التي قام بها :]]
01 – هجوم على مزرعة المعمر (مانكوري) والتي تحمل الآن إسم الشهيد ( لوطاني ) فأتلف بها طاحونة وأحرق كل ما فيها من عتاد واستولى على الحيوانات وقدمها للثورة وذلك سنة 1956 .
02 – هجوم على مزرعة (مارطا) برأس مشيرة أحرق ما فيها وأتلف العتاد وذلك في أكتوبر 1956 .
03 – تحطيم أعمدة الهاتف والأعمدة الكهربائية على مسافة أكثر من 04 كلم ووضع الأعمدة على السكة الحديدية تعطيلا لسير القطار وتخريب قضبان السكة الحديدية .
04 – مشاركته في المعركة التي وقعت بمزرعة المواطن الحاج جاب الله واستشهد فيها 11 مجاهدا من رفاقــه وكسر هو من رجلـه ، لكنه نجى بأعجوبة تحت جنح الظلام وكانت المعركة قد بدأت على الساعة 14.00 بعد الزوال يوم 07/10/1957 وانتهت بعد الغروب . بعدما قام العدو بتدمير المزرعة والمساكن المحيطة بها بالمدافع الثقيلة لأن قوات العدو لم تستطع الإقتراب من المزرعة نظرا لشدة المقاومة التي أداها المجاهدون .
05 – معركة جبل بكيكيا : في شهر فيفري 1958 وقعت معركة بين جيش التحرير وقوات الإسعمار الفرنسي التي قدمت من المراكز التالية ( المشيرة – التلاغمة – بئر الشهداء – سوق نعمان ) وكان هذا في حدود الثامنة صباحا وعند وصول القوات الفرنسية الى عين المكان نشبت المعركة بين الطرفين ، وكان جيش الإستعمار حوالي 2000 جندي . أما عدد المجاهدين 10 جنود فقط وأما من ناحية العتاد العسكري المشارك في المعركة كانت 100 عربـة حاملة للجنود وعدد من المصفحات والدبابات وأربعة طائرات مقنبلـة ، وكانت مجموعة التحرير بقيادة كل من شلغوم العيد ، محمد مزغيش وسي السعيد ومشاركة كل من عناب ميلود وعناب شعبان وبزاح لكبيـر ...إستمرت المعركة الى منتصف النهار حيث إنسحبت مجموعة من جيش التحرير الوطني وبقيت القوات الفرنسية تبحث عن المجاهدين بين السكان وكانت خسائر جيش التحرير : إستشهاد كل من شلغوم العيد وسي السعيد وجرح مخلوف وقام الجيش الفرنسي بجمع المواطنين بمكان المعركة وقتل 07 مواطنين ، وكانت خسائر العدو 20 قتيلا وعدد من الجرحى وحرق عربة نقل الجنود وسيارة جيب أما أسباب هذه المعركة هي أن فرقة من جيش التحرير قامت بهجوم على مركز مشتى العربي والإستيلاء على 16 حركي ، أخذتهم أحياء بأسلحتهم والتوجه بهم الى مواقع جيش التحرير وفي الطريق تمكن إثنان من الحركى من الفرار والرجوع الى مركز التلاغمة ، حيث أخبروا العدو الذي جمع قواته وقاما بحصار جبل بكيكيا .
ولد الشهيد بمشتى (دمنت لفرس) دوار عيون لعجايز بلدية شاطودان سابقا و المسماة باسمه شلغوم العيد ، و ذلك سنة 1921 ، أبوه قاسة بن حمو و أمه سقداح مسعودة ، توفيت و هو صغير فعاش يتيم الأم ، ترعرع في الريف في دشرته التي تبعد بمسافة 09 كلم تقريبا شرق شلغوم العيد ، تعلم فيها القرآن الكريم ، حفظ خلالها 30 حزبا ، ثم إنتقل الى أخوالـه بميلـة لمواصلة تعليمه وقضى بها عدة سنوات طلبا للعلم والمعرفـة .
[[حياته ونشاطـه]] :
عندما رجع من ميلـة كان متشبعا بالروح الدينية ملتزما بالسلوك الإسلامي وفيا في أعماله ، يشارك إخواته في الأعمال الفلاحيـة وكان يسعى بكل جهده للإطلاع على أخبار جمعية علماء المسلمين ، و كان صديقات حميما لبوصوف عبد الحفيظ و شايبي لخضر، وكان يذهب من حين إلى آخر إلى مدينة قسنطينـة للحضور إلى دروس الوعض والإرشاد بالجامع الأخضر التي يلقيها الإمام عبد الحميد بن باديس ، وحفظ نشيد شعب الجزائري مسلم وكان يردده دائمـا ، كما كان يجمع الأعداد من جرائد الشهاب والبصائر ليتخذ منها مادة لتغذية العقل والروح والفكر
بداية كفاحه السياسي : بعد وفاة أبيـه سنـة 1939 حينما لحقت بفرنسا هزيمة نكراء على يد النازيــة وانحطت صمعتها تأكد لديه إستقلال وطنه ، وكان الأمل يراود جل أفراد الشعب الجزائري وخاصة بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية في سنة 1945 حينما خرج الشعب الجزائري يحتفل بإنتهاء الحرب ويأمل في الحصول على الإستقلال وكانت مظاهرات 08 ماي 1945 التي قابلتها فرنسا بالقمع والتقتيل الجماعي والمجازر الرهيبة حينها فهم كل الأحرار أن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة ، وفي هذه الأثناء تأثر الشهيد بهذه المجزرة وكان في كل مناسبة يذكر بها ويحرض الناس على جمع الشمل وتوحيد الصفوف لليوم المنتظر ويرى أن المعركة الفاصلة ضرورية وحتمية مهما طال الزمن فانظم إلى حزب الشعب الجزائري لأنه كان ينادي بالإستقلال التام .
ولما تشكلت حركة الإنتصار للحريات الديمقراطية بادر بالإنخراط فيها لما رأى في أهدافها ومبادئها ما يشفي غليلـه وتعطشه للحرية والإستقلال وخاصة بعدما رأى مهزلة الإنتخابات النجلانية في 04 أفريل 1948 والتي استعملت فيها فرنسا كل وسائل القمع وجاءت بجيش جله من السينغال وسلطت العقوبات على كل من حاول الوقوف ضد هذه الإنتخابات مما زاد الشهيد إيمانا بمبادئه وتصلبا في مواقف واتصل بالمناضل عبان رمضان الذي كان مقيما في هذه البلدية واتفقا على تقديم قائمة باسم الحزب الشيوعي ، غير أن هذه القائمة رفضها الحاكم لأنه يرى فيها منافسا للقوائم التي تؤيد نظامه الإستعماري .
[[مشاركته في ثورة التحرير الكبرى]] عندما إندلعت ثورة التحرير الكبرى في أول نوفمبر 1954 استبشر بها خيرا لأنه كان ينتظر هذه اللحظة السعيدة ويتلهفوا لها لبدأ المعركة التي طالما يحلم بها ولم ينتظر حتى يصل المد الثوري إليه ، بل راح هو يبحث عنها فركب دراجته واتجه نحو الأوراس بحثا عن الثوار للإنضمام إليـــهم
وسلك دروبا صعبة المسالك ، ولم يستطع الإتصال بهم نظرا للسرية التامة التي كانت تكتنف العمل السياسي آن ذاك ، صبر عدة أيام ثم عاد مرة ثانية وفي هذه المرة تمكن من الإتصال ببعض المسؤولين أمثال سي الطاهر بوقرن والشاوش الطيب اللذين عرفاه بالمركر عند السيد بوقفة في أولاد فاطمة وكان يحمل المناشير من جيش التحرير التي تدعو الشعب إلى التوسع بالثورة ، وفي نهاية ديسمبر شرعت فرنسا في جمع الأسلحة من المواطنين وكان أعوان الإستعمار أمثال القياد يهددون الناس بالموت لكل من يعثر في حوزته على سلاح مهما كان نوعه .
[[بداية جمعه للأسلحة والذخيرة واللباس]] :
قبل بداية العمل نظم خريطة على شكل مثلث تبدأ من جبل تكوية ( شرق شلغوم العيد إلى جبل الأوراس هذه الخريطة يحدها غربا الطريق الرابط بين شلغوم العيد وقرية أولاد اخلوف ثم عين جاسر سبت بن غزال سابقا مرورا بأولاد محمد حتى جبل مستوى .
الطريق الثاني يبدأ من جبل تيكوية مرورا بفحام ثم جبل أولاد سلام إلى عين ياقوت ثم تاحمـــامت إلى باتنـة والإتصال دائما بجبل مستوى - شلعلع – تيمزواغ ثم جبل معافى ، حيث يقيم الحاج لخضر بالقرب من عين توتة وغربا إلى مروانـة ثم جبال أولاد سلطان من الأسلحة 130 بندقية صيد مع الذخيرة أرسلها إلى الثورة وكان يذهب إلى مدينة التلاغمة يجمع اللباس من عند الجنود العائدين من الهند الصينية ( فيتنام حاليـا ) كما كان ينقل الجنود الفارين من جيش الإستعمار إلى جبل الأوراس بالإضافة إلى ذلك إستطاع أن يوحد الشعب تحت راية الثورة فاتخذ مراكز تمويل ومسؤولين بالقيام بمد الثورة بما تحتاج إليه ، كل ذلك في حدود الخريطة التي رسمها بنفسه .وكان يتصل كل شهر بقيادة الثورة ولم تبعث القيادة بأي مسؤول إلى هذه الجهة إلا بعد مؤتمر الصومام سنة 1956 ، حيث قدم أول مسؤول عسكري هو السيد : حمو بزوح فقط .
- مهمة أخرى كان يقوم بها هي القضاء : ورد في تحقيق قامت به جريدة النصر بقلم الصحفي عبد الرحيم .م في العدد رقم 10364 بتاريخ 05 جويلية 2001 جاء فيه ما يلي باختصار :
" بعد مؤتمر الصومام سنة 1956 الذي قسم المهام إلى ثلاثة أدوار : العمل السياسي والعسكري والقضائي وحسب رواية الأخوين سعيد خلفة وبلقاسم خلفة من مشتى على وهاد شطابة فإن شلغوم العيد هو قاضي الثورة الذي إستخلف بوذراع صالح وقيطوني عبد المالك بالنسبة إلى ناحية قسنطينة ، حيث يتداول المجاهدون على مهام المحكمة وفق البرنامج الذي تسطره القيادة للنظر في القضايا التي تطرح على الثورة ، وقد أمضى سنة كاملة في العمل القضائي في تلك المنطقة ويتذكر السيد : خلفة السعيد تلك المرحلة أنـه كان يسمع من كبار المشتى يقولون " الشيخ العيد ولى جوج جديد " أي قاضي وعن طريقة إلتحاق شلغوم بهذا المكان " مشتى غرناطة " يضيف السيد : خلفة السعيد قائلا : كلفت من طرف شقيقي الأكبر خلفة رمضان بأن أذهب إلى جنان بلعموشي في البوليقون وحينما اجتزت الوادي وجدت رجلا ومعه إمرأة قال لي : " لما تشوف معهم سيعرفونك فبادر الى كلمة السر وهي مد اليد نحو الرجل فيسلمك القفة " وفعلت ما أمرني به حيث وجدت الرجل والمرأة الملتحفة في إنتظار فتسلمت القفة من الرجل دون أن ينطق أحدنا بكلمة وسارت المرأة خلفي حتى وصلت الى المشتى دون أن أحاول معرفة هويـة الشخص الملتحف ذكر أم انثى كما رأيت في القفة التي أحملها سلاحا من نوع ( ماط) مغطى بمنديل فسلمتها لأخي رمضان ، وفي اليوم التالي أصبحنا نشاهد شابا وسيما طويل القامة مع المجاهدين ويلازم مزرعة براشي من ذلك عرفنا أنه القاضي ( الجوج الجديد ) بعد سنة من تواجده بالمشتة إختفى عن الأنظار وقيل لنا أنه حول الى ناحية ( شاطودان) شلغوم العيد مسقط رأسه ولم يمضي وقت طويل على علمنا أنه إستشهد " هذا هو التحقيق الذي نشرته جريدة النصر مع شيء من الإختصار ، ولنعود الى الجهة التي عاش فيها والأعمال التي قام بها .
[[الأعمـال التي قام بها :]]
01 – هجوم على مزرعة المعمر (مانكوري) والتي تحمل الآن إسم الشهيد ( لوطاني ) فأتلف بها طاحونة وأحرق كل ما فيها من عتاد واستولى على الحيوانات وقدمها للثورة وذلك سنة 1956 .
02 – هجوم على مزرعة (مارطا) برأس مشيرة أحرق ما فيها وأتلف العتاد وذلك في أكتوبر 1956 .
03 – تحطيم أعمدة الهاتف والأعمدة الكهربائية على مسافة أكثر من 04 كلم ووضع الأعمدة على السكة الحديدية تعطيلا لسير القطار وتخريب قضبان السكة الحديدية .
04 – مشاركته في المعركة التي وقعت بمزرعة المواطن الحاج جاب الله واستشهد فيها 11 مجاهدا من رفاقــه وكسر هو من رجلـه ، لكنه نجى بأعجوبة تحت جنح الظلام وكانت المعركة قد بدأت على الساعة 14.00 بعد الزوال يوم 07/10/1957 وانتهت بعد الغروب . بعدما قام العدو بتدمير المزرعة والمساكن المحيطة بها بالمدافع الثقيلة لأن قوات العدو لم تستطع الإقتراب من المزرعة نظرا لشدة المقاومة التي أداها المجاهدون .
05 – معركة جبل بكيكيا : في شهر فيفري 1958 وقعت معركة بين جيش التحرير وقوات الإسعمار الفرنسي التي قدمت من المراكز التالية ( المشيرة – التلاغمة – بئر الشهداء – سوق نعمان ) وكان هذا في حدود الثامنة صباحا وعند وصول القوات الفرنسية الى عين المكان نشبت المعركة بين الطرفين ، وكان جيش الإستعمار حوالي 2000 جندي . أما عدد المجاهدين 10 جنود فقط وأما من ناحية العتاد العسكري المشارك في المعركة كانت 100 عربـة حاملة للجنود وعدد من المصفحات والدبابات وأربعة طائرات مقنبلـة ، وكانت مجموعة التحرير بقيادة كل من شلغوم العيد ، محمد مزغيش وسي السعيد ومشاركة كل من عناب ميلود وعناب شعبان وبزاح لكبيـر ...إستمرت المعركة الى منتصف النهار حيث إنسحبت مجموعة من جيش التحرير الوطني وبقيت القوات الفرنسية تبحث عن المجاهدين بين السكان وكانت خسائر جيش التحرير : إستشهاد كل من شلغوم العيد وسي السعيد وجرح مخلوف وقام الجيش الفرنسي بجمع المواطنين بمكان المعركة وقتل 07 مواطنين ، وكانت خسائر العدو 20 قتيلا وعدد من الجرحى وحرق عربة نقل الجنود وسيارة جيب أما أسباب هذه المعركة هي أن فرقة من جيش التحرير قامت بهجوم على مركز مشتى العربي والإستيلاء على 16 حركي ، أخذتهم أحياء بأسلحتهم والتوجه بهم الى مواقع جيش التحرير وفي الطريق تمكن إثنان من الحركى من الفرار والرجوع الى مركز التلاغمة ، حيث أخبروا العدو الذي جمع قواته وقاما بحصار جبل بكيكيا .